الهاشميون في فجر الإسلام
كانت مكة أول العواصم وأهمها، وهي مع بداية البعثة في صدارة المدن العربية والممالك القديمة، بفضل ما حظيت به من مكانة سياسية وتنظيم إداري، وما كانت تشهده من حراك ثقافي ونشاط تجاري، وفيها كان يتبارى الشعراء وتُعلّق قصائدهم على جدران الكعبة.
إنها مكة عاصمة الكلمة العربية بامتياز، وفيها كانت معجزة التنزيل للقرآن الكريم الذي تنزل والمحفوظ بإذن الله ولقوله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر، آية 9).
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر، آية 9).
في مجتمع مكة المكرمة وفي ظل قوة العبادة الوثنية وسيطرة وسطوة وسلطان قريش، كانت ولادة الإسلام كرسالة دينية، وفلسفة عالمية، ودعوة إلى التسامح والمحبة والعدالة الإنسانية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن مكّة جاء البشير، بأن الله سبحانه وتعالى اصطفى من خلقه رسولاً ليُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، على قاعدة التوحيد وكلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
انطلق الإسلام بالعشيرة الأولى، بني هاشم، الذين خاطب الله تعالى رسوله آمراً إياه أن يبدأ بهم
(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين)َ
(الشعراء، آية 214).
(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين)َ
(الشعراء، آية 214).
وكان على الهاشميين أن يواجهوا التحديات الأولى في سبيل البعثة، ليقدموا فيما بعد أول الشهداء وأكثرهم قدرا، فكانت أُحُد وحمزة سيد شهداء الجنة، ثم كانت مؤتة عام 13هـ التي روى جعفر الطيّار أرضها بدمائه الزكية، ثم كانت القادسية عام 15هـ، لتأمين الحدود الشرقية للدولة الإسلامية التي أخذت بالتوسع والامتداد، وبدأت آنذاك ملامح تشكل هوية الأمة الجديدة على قاعدة البر والتعاون والتعارف والتآلف، تطبيقاً لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
(الحجرات، آية 13).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
(الحجرات، آية 13).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق