الملك فيصل
الملك فيصل
ملك المملكة السورية
هو إبن الشريف حسين بن الشريف علي الهاشمي ولد في 20 أيار عام 1883 في مدينة الطائف التي كانت تابعة لإمارة مكة وهي إحدى إمارات ولاية الحجاز إبان الحكم العثماني، وهو ملك سورية في عام 1920.
بعد قيام الثورة العربية الكبرى، والتي كان هدفها العربي هو استقلال العرب عن الدولة العثمانية استقلالاً تاماً، وإنشاء مملكة العرب يكون الشريف حسين ملكا عليها تضم الحجاز والعراق وسورية والأردن وتكون عاصمة هذه المملكة مكة المكرمة باستثناء فلسطين.
أما هدف بريطانيا كان تقويض أركان الدولة العثمانية، وإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، ولتحقيق هذا الهدف فقد استغلت النزعة القومية لتحقيق هذا الهدف فشجعت على إنشاء جمعية الاتحاد والترقي في تركيا والتي تنادي بتفوق الأتراك وفصلهم عن العالم العربي. وأقام الزعيم الإنكليزي مكماهون مراسلاته الشهيرة مع الشريف حسين والتي انتهت عام 1915 باتفاقية مع الشريف حسين والتي كانت بتدبير من ضابط المخابرات الإنكليزي لورانس بعد وعود كثيرة قدمها الإنكليز بإنشاء المملكة العربية ودعم هذه المملكة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
وكان على رأس جيش الشريف حسين ابنه الأمير فيصل الذي تولى قيادة الجيش الشمالي للثورة العربية الكبرى إلى جانب القوات البريطانية ودخل سورية عام 1918م وسمي فيها ملكاً على المملكة السورية..
في عام 1916 كانت بريطانيا وفرنسا اتفقتا في معاهدة سرية هي معاهدة سايكس بيكو على تقسيم أملاك الدولة العثمانية فيما بينهما، وفي عام 1917 كان وعد بلفور وهو الوعد البريطاني ببناء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي عام 1918 بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها، بدأت بريطانيا وفرنسا بتطبيق اتفاقية سايكس بيكو، وتقاسموا البلاد التي وعدوا بها الشريف حسين، فثار عليهم فاعتقلوه ونفوه إلى قبرص وجعلوا من ابنه فيصل الأول حاكما على العراق بعد عزلهم له عن سورية، وابنه الثاني عبد الله بن الحسين حاكماً على الأردن.
توفي فيصل الأول في 8 أيلول عام 1933، إثر أزمة قلبية ألمت به عندما كان موجودا بسويسرا. وتولى من بعده ابنه الأكبر غازي حكم العراق.
نشاط الملك فيصل السياسي في سورية
كان الملك فيصل يؤكد في كل مناسبة على أن العرب متساوون في الحقوق والواجبات حيث قال في إحدى خطبه في مدينة حلب بتاريخ 11 تشرين الثاني عام 1918:
«إن العرب هم عرب قبل موسى وعيسى ومحمد».
وقال في مناسبة أخرى:
«بالرغم من أني من أعرق الأسر الإسلامية، فقد حملت السلاح ضد الخلافة، وإلى جانب الحلفاء من أجل تحقيق الوحدة».
وكانت الظروف مؤاتية لظهور الأحزاب السياسية وكشف النقاب عن الأحزاب التي كانت تعمل بسرية. فكانت أولى التجمعات السياسية هي جمعية العربية الفتاة ثم حزب الاستقلال الذي انبثق عن الجمعية، وبعد ذلك أُعلن عن تأسيس النادي العربي الذي كان رضا الركابي أحد مؤسسيه. وحزب العهد الذي تم تأسيسه قبل الحرب حيث انضم أعضاؤه فيما بعد إلى قوات الثورة العربية الكبرى ثم أصبح فيما بعد محصوراً بالجيش تقريباً. بالإضافة إلى حزب الاتحاد السوري، الذي كان تأسيسه في مصر من قبل عدد من السوريين المقيمين هناك، ثم أسس فرعاً له بدمشق بقيادة عبد الرحمن الشهبندر.
إعلان الاستقلال عن الحكم العثماني
بتاريخ 6 آذار 1920 عُقدت في النادي العربي بـدمشق جلسة حضرها الملك فيصل وأركان حكومته حيث ألقى هناك فيصل بياناً تفصيلياً للقضية العربية، وتحدث فيها عن حق العرب بالاستقلال، وطلب من المؤتمرين تقرير شكل الدولة ووضع الدستور.
دام اجتماع ذلك المؤتمر يومين كاملين بإدارة هاشم الأتاسي حيث اتخذ في النهاية قراراً. جماعياً يلخص فيه آراء كافة الأحزاب الوطنية. حيث نص القرار على استقلال سورية الطبيعية بما فيها فلسطين ورفض الإدعاء الصهيوني بالوطن القومي، وإعطاء ضمانات لنظام خاص في لبنان.
كما تقرر بالإجماع تقديم العرش للأمير فيصل على أن تُعلن البيعة يوم 8 آذار في دار البلدية.
ثم جرت احتفالات المبايعة في دار البلدية وسط حماس كبير. رافقته أصوات دوي المدافع أثناء رفع العلم السوري. وكان العلم السوري هو العلم العربي نفسه مضافاً إليه نجمة بيضاء في المثلث الأحمر.
وبعد ذلك تشكلت لجنة لوضع الدستور برئاسة هاشم الأتاسي حيث نص ذلك الدستور على أن سورية ملكية دستورية وراثية في الأسرة الهاشمية، على أن يكون الملك محترماً وغير مسؤول، وتُدار البلاد على أساس اللامركزية، ومع وجود مجلس نواب مُنتخب بالإقتراع السري.
وقرار الاستقلال هذا لم يتناسب مع طموحات بريطانيا وفرنسا باقتسام غنائم الحرب حسب الاتفاق المعقود بينهما، لذلك قامت الدولتان بالعديد من المحاولات لإثناء فيصل عن قرار الاستقلال ثم لوحت له بالتهديد العسكري.
عند ذلك عكفت حكومة الركابي على إعداد العدة للمقاومة، فأدخلت التجنيد الإجباري وباشرت بإنشاء جيش نظامي.